قال شيخ الاسلام ابن #القيم الجوزية في كتابه (اغاثة #اللهفان في الباب الثالث في انقسام الأدوية وأمراض القلب إلى قسمين طبيعية و شرعية )
قال شيخ الاسلام .. فأمراض القلب التي تزول بالأدوية الطبيعية من جنس أمراض البدن وهذه قد لا توجب وحدها شقاءه وعذابه بعد الموت . وأما أمراضه التي لاتزول إلا بالأدوية الإيمانية النبوية فهي التي توجب له الشقاء والعذاب الدائم . إن لم يتداركها بأدويتها المضادة لها ، فإذا استعمل تلك الأدوية حصل له الشفاء ولهذا يقال 《 شفى غيظه》 فإذا استولى عليه عدوه آلمه ذلك فإذا انتصف منه اشتفى قلبه . قال تعالى في سورة التوبة ١٤_١٥
{ قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزنهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ، ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء }
فقال شيخ الاسلام ابن القيم ملعقا على هذه الاية الكريمة : فأمر بقتال عدوهم وأعلمهم أن فيه ستة فوائد : فالغيظ يؤلم القلب ، ودواؤه في شفاء غيظه ، فإن شفاه بحق اشتفى ، وإن شفاه بظلم وباطل زاده مرضا من حيث ظن أنه يشفيه ، وهو كمن شفى مرض العشق بالفجور بالمعشوق ، فإن ذك يزيد مرضه ، ويوجب له أمراضا أخر أصعب من مرض العشق كم سيأتي ان شاء الله تعالى ، وكذالك الغم والهم والحزن أمراض القلب ، وشفاؤها بأضدادها : من الفرح والسرور ، فإن كان ذلك بحق اشتفى القلب وصح وبرئ من مرضه وإن كان بباطل توارى ذلك واستتر ولم يزل ، وأعقب أمراضا هي أصعب وأخطر .
هذا ما نقلته من كتاب شيخ الاسلام ابن القيم في كتابه اغاثة اللهفان الباب الثالث وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ..
إرسال تعليق