#معاذ_ومعوذ
قال عبد الرحمن بن عوف : إني لواقف يوم بدر في الصف فنظرت عن يميني وشمالي فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة صفاتهما، فتمنيت أن أكون بين أظلع منهما (أى بين رجلين أقوى منهما) فغمزني أحدهما فقال: يا عم أتعرف أبا جهل؟ فقلت نعم وما حاجتك إليه؟ قال أخبرت أنه يسب رسول الله ﷺ والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا فتعجبت لذلك ، فغمزني الآخر فقال لي أيضا مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل وهو يجول في الناس فقلت ألا تريان؟ هذا صاحبكم الذي تسألان عنه فابتدراه لسيفيهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى النبي ﷺ فأخبراه فقال «أيكما قتله» . قال كل منهما أنا قتلته. قال «هل مسحتما سيفيكما؟» قالا: لا. قال فنظر النبي ﷺ في السيفين فقال: «كلاهما قتله» .
قال ابن مسعود: فوجدته بآخر رمق فعرفته. فوضعت رجلي على عنقه قال وقد كان ضبث بي (أمسك بى) مرة بمكة فآذانى ولكزنى ، فقال أبو جهل : لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا رويعي الغنم، قال ابن مسعود ثم احتززت رأسه ثم جئت به رسول الله ﷺ فقلت: يا رسول الله هذا رأس عدو الله. فقال «آلله الذي لا إله غيره؟» . وكانت يمين رسول الله ﷺ فقلت نعم! والله الذي لا إله غيره ثم ألقيت رأسه بين يدي رسول الله ﷺ فحمد الله.
وقف رسول الله ﷺ على مصرع ابني عفراء فقال «رحم الله ابني عفراء فهما شركاء في قتل فرعون هذه الأمة ورأس أئمة الكفر» فقيل يا رسول الله ومن قتله معهما؟ قال «الملائكة وابن مسعود قد شرك في قتله» رواه البيهقي.
المصدر :
البداية والنهاية ... ابن كثير
إرسال تعليق